“قرب ياجدع ” … الأراجوز دمية مضحكة من الشارع إلى السوشيال ميديا

“قرب ياجدع واتفرج واسمع الحكاوي والعبر” الأراجوز دائماً ما كان مصدر بهجة ، وصوت لرسالة تجذب الملايين عبر عصور مختلفة ، رغم أنه مجرد دمية متحركة صنعت بمكونات بسيطة تنظر إلى الحياة بصورة سوداوية في الأصل ، حيث تعني كلمة الأراجوز “ذو العين السوداء” ، ورغم ذلك تنقل من الشارع إلى المسارح مروراً بالتلفزيون وختاماً بمنصات السوشيال ميديا.
عرف الناس الأراجوز عن طريق الشارع ، منذ أن كانت رأسه عبارة عن خامة خفيفة وصلبة كالخشب، مرسوم عليها وجه ذو تعبيرات حادة ، وتنتهي من أعلى بـ “طرطور أحمر اللون ” وصدرها عبارة عن جلباب أحمر طويل، يتحكم فيه اللاعب من خلال إصبعه السبابة على عربة خارجية صغيرة تطوف الأحياء الشعبية في الموالد والأعياد وباقي المناسبات الخاصة.
وعن صوت” الأراجوز” ، فكان لاعبه قديما يستعين بوضع قطعة من “النحاس” في فمه، لكنها كانت قابلة للصدأ وتسبب له مشاكل صحية، لذلك استبدلها بقطعة من لأستانلس فوق لسان اللاعب تحديداً في منتصف الحلق و تعرف بين أصحابها الأمانة فهي بالنسبة لهم صوت الحق الذي يعكس أوضاع بلادهم.
ويستخدم الأراجوز مفردات كثيرة من اللغة العامية، كما يكثر من القفشات والنكات طوال العرض، و تنتهي أغلب تمثيلياته وحكاويه نهاية سعيدة نظرا لإزاحة البطل للعقبات التي تحول دون العيش عيشة كريمة.
وأرجع كثير من المؤرخين أصل الأراجوز إلى عصر القدماء المصريين، حيث كان تسمي الدمية المتحركة باسم” أرجوس” وهي تعني حرفيا «يصنع كلاما معينا»، ومنها اشتقت كلمة «أراجوز» التي تعود إلى العصر العثماني، حيث كان يسمى وقتها “قراقوز”، وإزدهر هذا الفن الساخر في أواخر العصر المملوكي قبل الغزو العثماني لمصر.
وظل الأرجوز يظهر في الشارع كثيراً حتى انتقل إلى المسارح مكوناً جمهوراً عريضاً لمتابعته، فكانت لديه القدرة على معالجة الأمور الحياتية اليومية التي تواجه البسطاء، بشكل يدفع جماهيره للضحك على همومهم، إلى جانب أنه كان يمزج الكثير من المعلومات وسط تلك السُخرية، ما جعله أحد أهم وسائل نقل المعرفة عبر العصور، وكذلك الدعاية والإعلان والنشر.
وكان الأراجوز سبباً في ظهور مسرح العرائس الشعبي، الذي تأسس عام 1960 علي يد المونولوجست والفنان المصري، محمود شكوكو، فكان يرتدي جلبابه وطرطوره الشهير ليقدم عروض مصاحبة مع الأراجوز، بعد أن تفرغ تماما في أواخر الأربعينيات ليصنع العرائس الخشبية التي قدم بها تلك العروض.
وعرف الأراجوز طريقه للتليفزيون من خلال برامج أطفال خاصة وأعمال سنمائية، وكانت من أبرز برامج الأطفال برنامج “ماما نجوي” مع صديقها “بقلظ” الذي استخدمته لملاعبة الأطفال، بصوت وأداء الفنان الراحل سيد عزمي، وكذلك في فترة الثمانينات والتسعينات .
و ظهر مؤخراً على الساحة “أبلة فاهيتا” على قناه «cbc» لتقدم برنامجها الأول “في الدوبلكس” ظهرت بشكل معاكس تمامًا عن المعهود، بدور الأرملة واكتسبت شعبية كبيرة، وأصبح لها جمهورها الواسع، كما يقدم شاب يدعى “أبانوب فليكس” محتوي كوميدي على السوشيال ميديا بشخصية اراجوز مضحك يتحدث من بطنه بشكل كوميدي جدا.