أهم أساطير التلاوات القرآنية في مصر وعلاقتهم بشهر رمضان المبارك
باقي أيام قليلة وينتهي شهر رمضان ، ويبقى المسلمين يعتادوا على مسامع التلاوات القرآنية وحناجر ذهبية مميزة في شهر رمضان، عبر الوسائط التلفزيونية والإذاعية الدينية التي خصصت جزءاً كبيراً من مساحتها للشهر الفضيل، مستعينة بكوكبة من أساطير التلاوة الذين خلدوا أسمائهم في ذاكرة المستمعين بأصواتهم العذبة وصحة تلاوة القرآن الكريم وصدق الأداء والإحساس الفريد الذي يعطي بعدا إيمانيا صادقا.
وكثر عدد مشايخ التلاوات القرآنية في مصر وأصبح لهم جماهير ومستمعيين كثيرة خارج مصر أيضاً ، ولكن يوجد ٣ من أساطير التلاوات القرآنية الذين اصبحوا علامة من علامات شهر رمضان الكريم ومن بينهم :-
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
يعد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد من رواد العصر الذهبي في تجويد وترتيل القرآن الكريم وفنون الأداء الديني والأذان، ولهذا فقد لقب لجمال صوته بـ”الكروان”، فهو علامة مسجلة لدى العديد من المسلمين حول العالم، لتميزه بالأداء الراقي والحنجرة الذهبية والتلاوة الخاشعة الصحيحة، وكان كلما ذهب إلى أحد المساجد يكتظ بآلاف المصلين المولعين بصوته.
حيث قرأ الشيخ عبد الصمد القرآن الكريم على مسامع المسلمين لأول مرة وسط حشود وهو في سن 23 عاما، عندما تلقى دعوة لحضور احتفال بميلاد السيدة زينب، وحينها استمع الحضور وكانوا بالآلاف، إلى صوت الشيخ الشاب بعدما أذن له كبار القراء الحاضرين بالتلاوة لمدة 10 دقائق، إلا أن تلاوته في تلك الليلة استمرت ساعتين، حيث كان الجمهور يطلب منه الاستمرار كلما همّ بقول “صدق الله العظيم”.
الشيخ محمد صديق المنشاوي
ويعد الشيخ محمد صديق المنشاوي من المقرئين الذين ارتبط صوتهم بشهر رمضان الكريم وتميز دون منافس في التلاوة برواية حفص عن عاصم، وكان معروفا عنه الخشوع الجم والبكاء الكثير أثناء تلاوته القرآن الكريم، حتى عُرف بـ”القارئ الباكي”.
وانتشرت تلاوة الشيح محمد صديق المنشاوي في جميع أرجاء مصر، حتى صارت من أساسيات التلاوة والاستماع وأنتجت شركات التوزيع آلاف الشرائط والأسطوانات المسجلة بصوته والتي تنفد فور طرحها للجمهور.
الشيخ محمد رفعت
ارتبط صوت الشيخ محمد رفعت الذي يلقبه محبوه “بقيثارة السماء” بشهر رمضان ونفحاته ونسماته، فلا يخلو بيت من بيوت المسلمين في مصر والعالم العربي من صوته الشجي في هذا الشهر الفضيل، فهو أول من افتتح بث إذاعة القرآن الكريم عام 1934 حين تلا قول الله تعالى: “إنا فتحنا لك فتحًا مبينا”، وكانت المرة الأولى التي يسمع فيها المصريون القرآن الكريم عبر الراديو.
اعتاد الشيخ محمد رفعت أن يصدح بصوته العذب بقرآن ما قبل آذان المغرب في شهر رمضان، وحتى تاريخ كتابة هذه السطور ما زالت القنوات الإذاعية والتلفزيونية في مصر والدول العربية، تستعين ببث مقاطع قرآنية بصوته قبل الإفطار ورفع الأذان.
كان الشيخ محمد رفعت محبا للتلاوة على مقام الحجاز، وتميز بطبيعته الشجيّة الحزينة التي خطفت قلوب المستمعين، لعذوبتها وكأن القارئ يحكي قصة بطبقة صوتية مليئة بالتضرع والألم وخشية الله عز وجل.