كتب-مصطفى عبد الناصر
يعد نادى الترام السكندرى أحد أقدم الأندية داخل محافظة الإسكندرية إذ يمتد تاريخه العريق لأكثر من 9 عقود كاملة فلا يفصله عن المئوية سوى 4 سنوات تقريباً، كما سبقى له أن توج بلقب كأس مصر فضلاً عن كونه أحد الأندية التى أرجت قطبى الكبرة المصرية “الزمالك و الأهلى” خلال مشاركاته التاريخية بالدورى المصرى الممتاز.
نشأة نادى الترام
يرجع تاريخ نشأة نادي الترام السكندري إلى سنة 1928، بحى “محرم بك” العتيق شرق مدينة الإسكندرية، وهو من أقدم الأندية التي تأسست في مصر كونه يتبع للهيئة العامة لنقل الركاب بمحافظة الإسكندرية. ويتفرد النادى بامتلاكه مقر آخر إلى جانب المقر الإدارى والرئيس بمحرم بك وذلك بمنطقة الشاطبى التاريخية والذى يضم ملعبى تنس أرضى وكرة سلة بالإضافة إلى مبنى اجتماعى وإدارى، وصالة أفراح بالطابق العلوى.
تاريخ من مشاركاته المحلية بالدورى الممتاز
سجل فريق الترام اسمه بين فرق الدوري الممتاز في 10 نسخ منذ انطلاق المسابقة موسم 1949/1948، وكانت المشاركة الأبرز له في البطولة موسم 1958/1959؛ حيث احتل الفريق السكندري، المركز الثالث في المجموعة الأولى بدوري “المجموعتين”.
وشارك الترام في تلك النسخة في المجموعة الأولى التي ضمت كل من: “الأهلي والترسانة والترام واتحاد السويس والاتحاد السكندري والمصري والمنصورة والإسماعيلي”، ونجح الفريق السكندري، في حصد 17 نقطة من 14 مباراة.
وبالعودة للتاريخ نجد أنه قد شارك فريق نادي الترام، في الدوري الممتاز، في الفترة من عام 1948 وحتى عام 1964، وخلال تلك الفترة لم يشارك في البطولة مواسم 1950/1949، 1960/1959، 1961/1960، 1962/1961 بينما شارك الترام في البطولة موسمي 1963/1962، 1964/1963
سداسية الأهلي التاريخية
الفريق السكندري يحمل ذكرى سعيدة بل إنها مفارقة تاريخية فى سجله لاتنسى فأثناء مشاركته في بطولة الدوري الممتاز موسم 1952-1953 تمكن من الفوز على الأهلي بسداسية نظيفة في الوقت الذي كان يتزيل فيه جدول الترتيب الذي كان يضم 10 فرق، كما انتصر الترام، على الأهلي في 5 مباريات من أصل 18 مباراة، خاضها أمام “المارد الأحمر” فى مواسم مشاركاته في الدوري الممتاز.
كيف توج الترام بطلاً لكأس مصر؟
فريق الترام هو ثالث فريق ممثلاً لمحافظة الإسكندرية يتوج، ببطولة كأس مصر بعد الاتحاد السكندري والأولمبي، ثم حرس الحدود حديثاً بالعقد الماضى إذ توج، بالبطولة في موسم 1939/1938 على حساب فريق “البوليس” بهدف دون رد في المباراة النهائية.
وكان الترام قد اجتاز، عقبة المختلط “الزمالك” بنتيجة 2/5 في هذه البطولة التي تُوج بها في النهاية ليكون كأس مصر، هو اللقب الوحيد الذي تُوج به الفريق السكندري منذ تأسيسه.
ثم نجد أنه في الموسم التالي تأهل إلى النهائي مجدداً، لكنه خسر هذه المرة أمام الأهلي بنتيجة 1/3، وسجل وقتها “إسماعيل رأفت” هدف الفريق الوحيد.
نجوم تلألأت فى سماء الكرة المصرية مع نادى الترام
تعرفت جماهير الكرة السكندرية والمصرية على أبرز نجوم اللعبة الدوليين والمحليين معاً قدمهم فريق الترام خلال مشواره في الدوري الممتاز، فهناك الرباعى: “فاروق السيد (نجم الأوليمبى فيما بعد)، “علي برغوث”، خميس بشير، و محمد خميس “وزة” الذى سبق وقادهم إلى الصعود للدورى الممتاز والمتوجين بلقب كأس مصر على حساب الفارس الأبيض نادى الزمالك والذين مثلوا منتخب مصر خلال تلك الفترة، فضلاً عن محمد حليم أحد ناشئين النادى و (القائد التاريخى لفريق حرس الحدود فيما بعد)، كذا ضم النادى السكندرى العريق خلال العقد الخامس من القرن العشرين مجموعة من اللاعبين الأجانب أبرزهم: “الحارس ميتو، والجناح الطائر توني”، وغيرهم من النجوم.
لماذا انسحب الترام من الدورى الممتاز؟
التاريخ الكروى يروى لنا دافع وحقيقة انسحاب الترام من منافسات بطولة الدوري المصري الممتاز مرتين كانت الأولى منها عندما قرر “شواكيش” الكرة المصرية فريق الترسانة الانسحاب من أمام الترام، بسبب تأخر الفريق في العودة من رحلته بالسودان، وتم منح نقاط المباراة الترام وكانت الوقعة في موسم 1951/1950، الذي الغي فيه الهبوط للقسم الثاني.
أما الثانية فكانت هي الأشهر في عام 1954، ووقتها كانت أمام العملاق المصرى فريق الأهلي في الأسبوع قبل الأخير من بطولة الدوري الممتاز موسم 1955/1954، إذ يرجع سرها إلى أحداث شغب وقعت بين لاعبي الفريقين على الرغم من انتهاء المباراة بفوز الأهلي بنتيجة 2/3، ليقرر حينئذ الاتحاد المصرى للعبة، إعادة المباراة وهو ما رفضه مسؤولو الأهلي ومن ثم إعلانهم الانسحاب جميع البطولات التابعة لاتحاد الكرة.
اتحاد الكرة لم يجد ينها سوى إلغاء المسابقة بسبب اشتراك منتخب مصر في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط والذي انضم إليه لاعبو الأهلي في النهاية على الرغم من اعتراضهم ورفضهم خوض أي مباراة قومية في تلك الفترة.
