اخباراخبار الاسكندريةتقارير

مكتبة الإسكندرية ..أيقونة عالمية شاهدة علي تاريخ عروس المتوسط

 

مكتبة الإسكندرية ..أيقونة عالمية شاهدة علي تاريخ عروس المتوسط
مكتبة الإسكندرية ..أيقونة عالمية شاهدة علي تاريخ عروس المتوسط

كتب – تامر طه

تشكل مكتبة الإسكندرية ،تاريخا كبيرا للإسكندرية بل لمصر كلها، وانشأت مكتبة الإسكندرية في مدينة الإسكندرية ،في مصر منذ عصر البطالمة ،و كانت تسمى آنذاك بالمكتبة الملكية أو المتحف، و هي تطل على البحر الأبيض المتوسط وتعتبر مدينة الإسكندرية، من المدن الكبيرة في مصر حيث تصنف كذلك لكبر مساحتها، و كثرة عدد سكانها و نظراً لتميز موقعها الجغرافي، اتخذها الإسكندر الأكبر عاصمة للدولة المقدونية في مصر و مركز إقامته.

وتعود تسمية مدينة الإسكندرية بهذا الاسم نسبةً إلى الإسكندر الأكبر، و بعد موت الإسكندر الأكبر و تقسيم تركته بين قواده، أصبحت مصر من نصيب بطليموس الأول الذي جعل من مصر مملكة مستقلة تعرف باسم البطالمة، و بدأ يهتم بها و جعلها مركزاً للتجارة و الحضارة الهلنستية والتحضر بشكل عام .

تاريخ إنشاء مكتبة الإسكندرية 

انشاءت مكتبة الإسكندرية في عصر  البطالمة،  و هو جزء من الإمبراطورية المقدونية المنبثقة عن الحضارة اليونانية، و قيل أن أول من أمر ببناء مكتبة الإسكندرية هو إلاسكندر الأكبر ،ثم جاء قرار البناء لمكتبة الاسكندرية في عصر بطليموس الأول، أثناء حكم دولة البطالمة لمصر.

وتشكل مكتبة الإسكندرية ،تاريخا كبيرا للإسكندرية بل لمصر كلها، وانشأت مكتبة الإسكندرية في مدينة الإسكندرية ويعد المؤسس الحقيقي للمكتبة، و صاحب الفضل في نهضتها و ازدهارها، هو بطليموس الثاني ’فيلادلفوس’ الذي حكم مصر مدة تسع و ثلاثين سنة من 285 الي 246 قبل الميلاد ،و هو الذي وضع نظامها و جلب لها العلماء من العالم الاغريقي، ليتخذ الكثير من العلماء من مدينة الإسكندرية مستقرٍ لهم ووفر لها اللغات ’الكتب’ من شتي المصادر.

وانطلقت من هنا مكتبة الإسكندرية لتكون نقطة الإنطلاق نحو ترسيخ العلم، و تيسيره لعشاق المعرفة، و توثيقه للأجيال القادمة وتتمثل أهمية مكتبة الإسكندرية ،في كونها ميدانًا للبحث العلمي و مركزاً حضاريًا ،قام بإثراء الحياة العلمية و الثقافية و الحضارية في العصور القديمة، لذا فهي تعد من أكبر و أعرق مكتبات العالم القديم.

واستمرت مكتبة الإسكندرية في تطوير العلوم و المعارف في العصور القديمة ،و منها خرج العديد من العلماء على مدار ٧٠٠ عام من الزمان ،و كانت منبعًا لأهم الحقائق العلمية التي تم اكتشافها حول الكون.

وإكتشف اريستارخوس حقيقة دوران الأرض حول الشمس، كما عرف ايراتوسثينس أن الأرض كروية الشكل، فضلًا عن استخراج أطلس النجوم على يد هيبارخوس، ووضع أول فهرسًا لكتاب على يد كاليماخوس و خرج منها أهم النظريات الرياضية و العلمية و الفلسفية وغيرها من الإنجازات العلمية.

حريق مكتبة الإسكندرية

حرق يوليوس قيصر عام 48 ق.م ،قرب المائة سفينة على شاطئ البحر المتوسط أمام مكتبة الإسكندرية ،بعدما حاصره بطليموس الصغير شقيق كليوباترا بعدما شعر أن يوليوس قيصر يناصر كليوباترا عليه، وامتدت نيران حرق السفن إلى المكتبةو بعد إحراق المكتبة الملكية ،صارت مكتبة معبد السيرابيوم، الأكبر حجما من مكتبة معبد السيزاريون، هي المكتبة الرئيسية لمدينة الإسكندرية لفترة كبيرة .

علماء مكتبة الإسكندرية 

التحق بمكتبة الإسكندرية علي مدار تاريخها مئات العلماء و،منهم الكثير ممكن لهم إنجازات علمية ومنهم علي سبيل المثال لا الحصر ،ديونيسيوس اول من وضع أول كتاب عن النحو و الصرف في اللغة اليونانية ، بطليموس صاحب كتاب ( الماجستي ) و هو أهم مرجع لعلم الفلك و له كتب عديدة في علم الجغرافيا ، جالينوس .

و نتج عن دراسته في مكتبة الإسكندرية تفوقه في علم تشريح الحيوانات ، هيباشيا عالمة فلسفة من المدرسة الأفلاطونية ، ثيون وكان عالم و مراقب لخسوف القمر و كسوف الشمس و غيرهم الكثير من العلماء و الفلاسفة و المخترعين الذين تلقوا تعليمهم ودراستهم و بحثهم في المكتبة الملكية ،أي مكتبة الإسكندرية أن ذاك.

وكانت تطل على شوارع شاسعة، المساحة تزينها بعض الآثار كالمسلات و التماثيل كأبي الهول، وتكونت المكتبة من ثلاث مباني ،وهي المكتبة الأم “الموسيون” و هي المتحف و تعد مبنى المكتبة الأساسي ، السيرابيوم و قد كان مكانًا مخصصًا للآلهة و العبادة و على رأسهم الإله سيرابيس ،الملحق الإضافي و كان موقعه بالميناء، و قد تم استخدامه لحفظ الكتب فقط .

إحياء مكتبة الاسكندرية في العصر الحديث

تم إحياء مكتبة الاسكندرية في العصر الحديث ،بعد تركها حطاماً قروناً طويلة، و اعتبارها من الآثار المهدومة ،و تم إنشاء مكتبة الإسكندرية الجديدة، علي نفس الموقع الذي كانت تشغله المكتبة القديمة، إحياءأً لذكري أشهر مكتبة في تاريخ الآثار و قد طرحت فكرة إحياء المكتبة، في أواخر حقبة الثمانينات حين قامت منظمة اليونسكو ،بالدعوة للمساهمة في إحياء المكتبة و علي الفور أنشأ الرئيس المصري، حسنى مبارك الهيئة العامة لمكتبة الأسكندرية .

حيث تم إجراء مسابقة دولية لتصميم المكتبة منحت جائزتها الأولي لشركة Snohetta، للتصميمات المعمارية و مقرها مدينة أسلو بالنرويج ،و يشمل تصميم المكتبة الجديدة أربعة مستويات تحت الأرض، و ستة طوابق علوية من أعلي نقطة ،من السطح الدائري شديد الانحدار ، و لقد تم إنشاء بالقرب منها قبة سماوية و متحف علمي لتكتمل التحفة المعمارية الحديثة، على شاطيء البحر المتوسط لتكون علامة مميزة علي كورنيش الإسكندرية التاريخي.

مواصفات مكتبة الإسكندرية الحديثة

صممت مكتبة الإسكندرية الحديثة بنظام متطور للغاية، و يبلغ ارتفاع المكتبة عشرة طوابق، و تقع جميع المستويات السفلية تحت سطح الماء ، و جسم المبني يغوص أسفل الأرض لحماية محتوياته النفيسة من عوامل البيئة الخارجية ، و تعد قاعات القراءة العديدة المفتوحة هي السمة البارزة في مكتبة الأسكندرية، حيث تضم 2500 قسم للقراءة تؤدي إلي سبعة شرفات و لقد تم تخزين الكتب أسفل هذه الشرفات، لتسهيل الحصول عليها .

واستغرق العمل بالمكتبة فترة طويلة حيث بدأت الأبحاث الأثرية عام 1992، و لم يمكن تحديد أية آثار عن للمكتبة القديمة ،و في مايو عام 1995 بدأ تشييد حائط الجار للمكتبة ، و تم افتتاح المكتبة فى أكتوبر 2002 ،و قد أخذت مكتبة الإسكندرية الجديدة على عاتقها مسئولية تكريس، كل جهودها لإعادة إحياء روح المكتبة القديمة الأصلية بحضارة الماضي.

ضمت مكتبة الاسكندرية وقت افتتاحها ،مجموعة من الكتب وصلت إلى 200.000 ، و تم تنقيح المجموعات و زيادتها، كما تم إنشاء مجموعة خاصة للوسائط المتعددة للأطفال ،و الشباب، و كذلك تم إنشاء مصادر إلكترونية حيث نستطيع أن نحصى أكثر من 25.000 مجلة إلكترونية، و حوالى 20.000 كتاب إلكترونى .

وهدفت مكتبة الإسكندرية الجديدة إلى استعادة روح الانفتاح، و البحث التي ميّزت المكتبة القديمة؛ فهي ليست مجرد مكتبة، و إنما هي مجمع ثقافي يضم المكتبة الرئيسية (القادرة على استيعاب ملايين الكتب)، و المكتبات التابعة لها، و هي المكتبة الفرنكوفونية و مكتبة الإيداع و مكتبة الخرائط.

ست مكتبات متخصص

  1. مكتبة الفنون والوسائط المتعددة والمواد السمعية والبصرية
  2. مكتبة طه حسين للمكفوفين وضعاف البصر
  3. مكتبة الطفل
  4. مكتبة الشباب
  5. قسم التبادل والأرشيف
  6. مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة

نسخة محاكية لأرشيف الإنترنت

أربعة متاحف:

  1. متحف الآثار
  2. متحف المخطوطات
  3. متحف السادات
  4. متحف تاريخ العلوم

القبة السماوية

مشروع أبحاث مرض تضخم القلب الانسدادي، ومقرُّه منطقة الشلالات

المكتب العربي الإقليمي لأكاديمية العلوم لدول العالم النامي (TWAS-ARO)

المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات و مؤسساتها (IFLA)

سكرتارية الوفود العربية لدى منظمة اليونسكو

شبكة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا للاقتصاد البيئي (MENANEE)

الشبكة العربية للمرأة في العلوم و التكنولوجيا (ANWST)

مكتب سكرتارية رابطة المراكز العلمية بشمال أفريقيا و الشرق الأوسط (NAMES)

و يستمر عدد هذه المؤسسات في النمو، لتصبح مكتبة الإسكندرية بذلك مركزًا للعديد من الشبكات الدولية و الإقليمية، واستعادت مكتبة الاسكندرية مكانتها وسط العالم لتعود منارة العلم و المعرفة .

https://capitwo.net/archives/30764

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى