محمد عبدالظاهر يكتب “من يصلح المحليات”
“من يصلح المحليات ” مقال بقلم المهندس محمد عبدالظاهر محافظ الإسكندرية الأسبق
النظام المحلي في مصر اصبح الان في وضع كارثي لا يحتمل التاخير في عملية الاصلاح بعد ان زاد الفساد المحلي وسيطرت راس المال وتعطلت مصالح المواطنين ، وقد يؤثر ذلك علي العدالة الاجتماعية وثبات الجبهة الداخلية .
لذلك أتمني ويتمني معي كل المخلصين من أبناء هذا الوطن أن تنال الإدارة المحلية الإهتمام الذي تستحقه في الإصلاح من أجل مستقبل أفضل لبلادنا وأولادنا فهي عصب التنمية في مصر ولها الياتها وفلسفتها في تقديم معظم الخدمات المهمة لكل المواطنين البسطاء في كل ربوع مصر ولن يكتمل اصلاح احوال مصر إلا بعمل اصلاح مؤسسي شامل للادارة المحلية فهي الاساس الذي يتم عليه بناء الدولة وهي المسئولة عن كل القطاعات الهامه في كل المدن والقري والكفور بما فيها من (التعليم ، والصحة ، والزراعة والسياحة والاستثمار والتنمية ، ونشر الصناعات الصغيرة والمتوسطة ، وشكل العمران ، وبناء وتنمية القرية وعودة القرية المنتجة وتوفير فرص عمل للشباب لتقليل الهجره من الريف للمدينة ) ، ويساعد كل ذلك في رضاء المواطنين وزيادة الناتج المحلي الاجمالي .
كما انها المسئولة عن الحفاظ علي كل الانجازات التي تنفذها الدولة حاليا في كل محافظات مصر وتنميتها ، كما أن اصلاحها يخفف الضغط علي الحكومة المركزية ويقدم خدمات افضل للمواطنين فالادارة المحلية نظام عالمي ينفذ بحرفية ولها اساسياتها ومؤسساتها وقياداتها وفلسفتها ومن الضروري عند اصلاح المحليات ان يتم الاستعانة بالخبراء المتخصصين واصحاب الخبرات العملية بالتعاون مع اساتذة القانون والادارة المهتمين والقادرين علي الاصلاح لوضع رؤيا واقعية متكاملة وشاملة للاصلاح المحلي .
فقد أصبحت المحليات الآن مستباحه لكل الوجوه الإعلامية من متصدري المشهد والباحثين عن دور او الذين يملأون قاعات المحضرات لتدريس المحليات بدون خبره محلية عملية ويتحدثون كثير عن المحليات بوجهات نظر قد تضر بالثقافة المحليه السليمة والنظام المحلي بدون حساب من أحد مع انهم لا يستطيعوا القيام بعمل اصلاح حقيقي وشامل للمحليات لا هم ولا حتي اساتذة الادارة او القانون بدون وجود الخبراء المحليين القلائل او المنعدمين تقريبا بعد حل المجالس المحلية والغاء الامانة العامة للادارة المحلية بقرار منفرد مخالف للقانون واختيار معظم القيادات المحلية من خارج الادارة المحلية وعدم وجود كادر محلي محترم فاهم ومدرب ومدرك لدور الادارة المحلية والياتها .
فقد أن الأوان أن نسرع فوراً في إصلاح المحليات واصلاح احوال العاملين بها وتدريبهم وخلق نظام محلي يليق بمصر وقانون ادارة محلية محترم وعمل مؤسسات محلية فاعلة وكادر محلي مؤهل ومدرب وقادر علي الادارة وتنفيذ القانون علي الجميع مع ضرورة تقليل حجم المحافظات الشاسعه خاصة بعد الزيادة السكانية الرهيبة وحسن اختيار مجلس محلي قوي يساعد في تطبيق اللامركزية التي نص عليها الدستور ويكون قادر علي الراقابة والمتابعة ومعاونة المسئولين المحليين من خلال التواصل مع المواطنين وتحديد الأولويات طبقا للواقع ولاحتياجات المواطنين الفعلية وربط كل الامور ببعضها من اجل تقديم خدمات افضل للمواطنين باولويات سليمة اسوة بدول العالم التي التزمت بتطبيق الأنظمة المحلية العالمية المستقرة والتي نجحت في عمل تنمية محلية حقيقية في بلادهم بما يساعد في تحسين جودة الحياة للمواطنين بعيدا عن سيطرة راس المال واصحاب المصالح والمنتفعين .
وقد ساعدهم علي هذا النجاح هو التزامهم بتطبيق الأنظمة المحلية المستقرة والناجحة في العالم بدون تدخل او وجهات نظر من اصحاب المصالح .
إن اصرار الاحزاب واصحاب المصالح والمنتفعين علي تصدر المشهد الاعلامي والسياسي وتدخلهم في الاصلاح المحلي بدون خبرة عمليهطة في الادارة المحلية من اجل تحقيق مصالح البعض قد يؤثروا بالسلب علي اصلاح المحليات ويتسبب في نشر ثقافة محلية خاطئة لا تتوافق مع الأنظمة المحلية المستقره في كل دول العالم وقد يؤثر ذلك علي ثقافة المواطنين والخدمات المقدمة لهم ويخلق رد فعل عكسي علي شكل القانون الجديد للادارة المحلية واليات الاصلاح التي نتمناها .
كما ان بعض الشخصيات المحترمة التي عملت كقيادات محلية من خارج الادارة المحلية حتي لو كان محافظ سابق وحقق نجاحات في ادارة محافظته كمدير متميز قادر علي الاداره بحكم خبرته الادارية السبقه فهو رغم ذلك غير مؤهل لعمل اصلاح شامل في الاداراة المحلية بفنياتها والياتها وقوانينها وفلسفتها ومشاكلها التاريخية بدون وجود الخبراء المحلين والاساتذه المتخصصين فما بالنا بمن لم يمارس العمل المحلي أصلآ والظروف وضعتهم في موقع المسؤليه حتي لو كانوا اكاديمين واساتذة في الجامعات او اعضاء في مجلس النواب او حزبين.
ولذلك فـ الأمل كبير في سيادة الرئيس الذي يؤكد كل يوم علي ضرورة اصلاح الادارة المحليه وتوفير خدمات متميزه للمواطنين وحياه كريمه لهم وفتح لنا المجال ليتناقش المخلصين من ابناء هذا الوطن في اليات إصلاح المحليات واحوال العاملين بها بشكل مؤسسي من اجل مستقبل افضل لبلادنا واولادنا .. فلازم ننتبه.