الصم يبهرون النمور الأسيوية بالصين.. ويحصدون كأس السوبرلبرمجة الروبوت بالمسابقة الدولية

كتب – تامر طه
بمدينة تيانجين الصينية وخلال فعاليات مسابقة كأس الروبوت الأسيوية حقق فريق أصداء – مصر وبالإشتراك مع فريق من الصين وفريق من سنغافورة للمركز الأول لأفضل فريق سوبر بمسابقة برمجة الروبوت .
حقق فريق الصم هذا التميز بين 800 مشاركاً من كافة دول العالم الأسيوية جميعهم من السامعين ليؤكد الصم من أبناء مصر بل ومن الفتيات بأنهن خير من يمثلن مصر بالمحافل الدولية في عالم الروبوت والبرمجيات
CoSpace Rescue هي مسابقة تهدف لبرمجة روبوت ذكى يستخدم فى إنقاذ الكائنات الحية من أثر الكوارث الطبيعية من خلال البحث عنهم في المدينة ونقلهم لمكان أمن مع تجنب الحوائط والعوائق في طريقه خلال البحث عن الكائنات الحية .
وعن جائزة المسابقة فقد حدث تعاون مشترك بين فريق الصم (أصداء – مصر) وفريق من الصين وآخر من سنغافورة وجعلوا من لغة البرمجة التي يتعاملون بها هي لغة التواصل بينهم .. فالفرق الثلاثة يدركون معاني اكواد وأوامر البرمجة فتواصلوا مع الصم فيما بينهم دون احتياج لمترجم لغة الإشارة لهم
إعجاز آخر يضاف إلي انجازات فرق الجمعية من الصم .. ويجتازوا حتي مشكلة التواصل مع السامعين ومن دول أسيوية ليوحدوا اللغة بينهم في اكواد وأوامر البرمجيات ودمجوا لغتهم الإشارية مع لغة برمجة الروبوت ليحققوا بأنفسهم اندماجهم بين كافة الفرق من السامعين
إنه وسام نقدمه لدولتنا الغالية مصر ونؤكد من خلاله أن الدولة من خلال قيادتها السياسية ومؤسساتها التكنولوجية والتعليمية والتربوية والمجتمعية يجب أن تضع الصم ليس فقط في خطة التنمية بل تفعيل تلك الخطوات لتصبح واقعاَ يعيشه مجتمع الصم بمصر .. فلقد وضع الصم وبأنفسهم وجودهم في عالم الروبوت والبرمجيات والذكاء الاصطناعي ويستحقون بالفعل ان تتبني الدولة مبادرات خاصة لهذه الفئة المبهرة للاستفادة منهم ليكون لهم دوراً متميزاً في تنمية مصرنا الغالية ..
وقد أفادت فاطمة بلال إحدى أعضاء الفريق بأنها من فئة الصم وتستشعر قيمتها الإنسانية ووجودها الحقيقى وسط كافة الفرق المشاركة من كافة دول آسيا من السامعين وان تحقيق المركز الأول لأفضل فريق سوبر فى برمجة الروبوت يشعرها بالانتماء الحقيقى لمصر فلقد رفعت مع دعاء جلال رفيقتها بالفريق لعلم مصر وفخورة بأن العلم رفع بايدى أبناء بل فتيات مصر من الصم وفى حدث تكنولوجى عالمى
أما دعاء جلال وهى فتاة من الصم أيضا فقد أعربت عن قمة سعادتها أن هذه هى مشاركتها الدولية الثانية خارج مصر وأنها تجد من فاطمة زميلة ونموذج يحتذى به .. ففاطمة قد شاركت بستة مسابقات دولية منذ نعومة أظافرها بدءا باسترالبا فاندونيسيا تلتها روسيا والهند ثم كوستاريكا واستكملت رحلاتها بالصين معى فى هذه المسابقة ، واننى أسعى معها لان ننشر مهارات برمجة الروبوت للصم لكافة محافظات مصر لنساعد مجتمع الصم بمصر في اختراق عالم الروبوت والبرمجيات استعدادا لاختراق عالم الذكاء الاصطناعى الذى يعيشه العالم حاليا لنتواكب دوما مع متغيرات العصر وان نكون جزءا من هذا العالم وأن نسير بذات الركب مع السامعين
وأن لدينا الآن كم ضخم من المفردات الإشارية التى تعبر بمدلولها عن مكونات الروبوتات واستراتيجيات وتقنيات تصميم الروبوتات بل وأيضا المصطلحات العلمية الخاصة بأكواد وأوامر البرمجة وخوارزمياتها مدعمة بالكامل بمفردات إشارية تعبرعن معاني واستخدامات تلك التقنية … إن هذا الكم الهائل من المفردات الإشارية التى تغطى مجال ومصطلحات عالم الروبوت والبرمجيات سيمثل قيمة مضافة لتوجيه الصم على مستوى مصر بل والعالم إلى عالم الروبوت والبرمجيات فهى ستثرى من كم المفردات الأكاديمية والعلمية بالقواميس الإشارية بكافة دول العالم
كما قمنا بتغيير نظرتنا لأنفسنا وتغيير نظرة المجتمع المصرى بل والدولى تجاه قدراتنا التى اجتزنا بها إعاقتنا السمعية وبمراحل … سنحقق هذا التغيير فى نظرة العالم والمجتمع الذي نعيش به وسنرفع وعى المجتمع بقدراتنا بأن ينظروا إلى قدراتنا ومهاراتنا التى نبغنا فيها ولا زلنا .. لا بأن ينظروا إلى طبيعة اعاقتنا السمعية التى أصبحت لا تعبر سوى عن أسلوب تواصلنا بلغة الاشارة .. بل إن لغة الإشارة جعلنا منها مرادف النبوغ والتميز فى عالم الروبوت والبرمجيات
أعرب م / محمد دياب ممثل المسابقة الدولية لكأس الروبوت بمنطقة الشرق الأوسط عن انبهاره بأداء الفريق خلال فعاليات المسابقة خاصة خلال مسابقة الفريق السوبر لحظه انضمام فريق الصم لفريق من الصين وآخر من سنغافورة لوضع الحلول واستراتيجيات البرمجة لموضوع المسابقة بأن وجد الفرق الثلاث تواصلت بدون مترجم الإشارة باشتراكهم فى لغة واحدة تفهمتها الفرق الثلاث وان جعلوا من اكواد وأوامر البرمجة هى اللغة الموحدة التى يتفهمها الجميع بل وتواصلت بها الفرق الثلاث ليؤكد ذلك على حجم الابداع والتميز لدى فريق الصم صاحب لغة الإشارة مع فريقين يتعاملون فى الأصل باللغة الصينية وهو ما أبهر لجان التحكيم وتجمعوا بالتقاط الصور لهذا الاندماج الغير معهود الذى حققه الصم لأنفسهم داخل هذا المحفل التنافسي فى مجال التكنولوجيا والبرمجيات والروبوتكس .. فعلا أن الصم لا يحتاجون أكثر من توفير الاتاحة وإمكانية الوصول لتلك البرامج التأهيلية فى مجال الروبوتكس ليؤكدوا وجودهم بل وسيكون لهم دورا تنمويا بمصر فى هذا المجال .