تقارير

“تمسح يا بيه؟ تلمع يا أستاذ”.. مهنه” ماسح الأحذية” لم تنقرض بعد

كتب-سمية المصري 

اينما تولي وجهك تجده امامك ربما نادى عليك احدهم طالبا مسح حذائك دون ان تطلب ذلك ، ورغم ظهور أدوات متقدمة للتلميع وتنظيف الحذاء وهذا يتيح القدرة على الاستغناء عن مهنة “ماسح الأحذية”، نجد أن هذه المهنة لم تنقرض بعد.

فعدما تذهب الي اي ميدان عام تجده يحمل على ظهره صندوقا خشبيا يوجد على أحد جانبيه زجاجات الصبغة، ويحوي في داخله عدة التلميع وعلب “الورنيش” وفوطا عديدة لاستخدامات متنوعة، وينادي عليك “تمسح يا بيه، تلمع يا باشا”، وسرعان ما ينحني مادا كرسيا خشبياً صغيراً يضعه تحت قدميك، ، وياخذ الحذاء في أحد الأركان القريبة، ليبدأ في تلميعه.

وتعتبر مهنة ماسح الأحذية ليس لها تاريخاً محدداً، ويرجح أنها ظهرت في أوروبا قبل أن تنتقل في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، حيث مارسها الإيطاليون والأرمن، ثم علموها للمصريين، الذين ورثوا المهنة فور رحيل هؤلاء.

وفي أربعينيات القرن العشرين كانت مصر تضم أكثر من 300 محل لمهنه ” ماسح الأحذية ” في الميادين والشوارع الرئيسية والمناطق التجارية، وعلى الرغم من أن البعض رأى أن المهنة سرعان ما ستتلاشى ثبت عكس ذلك، حيث استمرت وانتشرت فأصبحت مهنة من لا مهنة له، من العاطلين وصغار السن من أبناء الفقراء.

ونجد انتشاراً كبيراً لماسحي الأحذية في محافظة الإسكندرية ، واللافت في هذا إن أغلبية ماسحي الأحذية يجولون طوال الوقت في مختلف الشوارع والاحياء، وأينما  تجلس في مقهى أو كافتيريا، أو حين تدخل إلى مطعم تجدهم جالسون أمام المحال .

 

 

ويقول عم على ، أحد ماسحي الأحذية في منطقة المنشية بالإسكندرية، قائلا: بعض الزبائن نعتبر مسح الحذاء في الشارع  متعة تفضل مسح الحذاء يدوياً، بينما يكون آخرون مضطرين لذلك.

 

واضاف عم على ان يوجد فندق في الاسكندرية اتخذ مهنه ماسح الأحذية جزء من الفلكلور الشعبي، واشار أن  بعض أدوات مسح الحذاء الجديدة مشكوك في جودة خاماتها، فأغلبها أصباغ مصنوعة من مواد طيارة، وهذا يسبب في تشقق جلد الحذاء، نتيجة استخدامها، أما مواد الطلاء التقليدية “الورنيش”، فهي تحافظ على الجلد وتكسبه مرونة ، وذلك كونه يمتاز بتركيبة من الشموع النباتية، من عسل النحل وشموع معدنية من مشتقات البترول، بالإضافة إلى مادة “الترابنتينا” السائلة التي تطير بسرعة، وهي تعطي للورنيش لمعانه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى