طالب الدكتور أسامة حمدي، أستاذ أمراض الباطنة والسكري بجامعة هارفارد، بأن يكون حديثه بلاغ عاجل ضد مسلسل “بابا المجال”، مناشدًا بضروره وقف عرضه فورًا وتعويض الأطفال مرضى السكري.
وصرح الدكتور أسامة حمدي في منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “بلاغ عاجل.. فلقد نفد الصبر!، لقد صبرنا على أفلام البلطجة ومسلسلاتها التي انتشرت منذ عدة سنوات، لتنخر في المجتمع، وتبث سمومها وحثالتها في النشء، بلا رابط، ولا ضابط، ولكن يبدو أن هؤلاء المؤلفين والمنتجين لهذه النوعية الرخيصة من المسلسلات، التي تخاطب طبقة معينة، يحاولون الآن خرق قاع الانحطاط ليصلوا إلى مستويات جديدة من ضحالة الفكر، والتعبير”.
وأضاف ” فلقد أرسلت لي صديقة عزيزة، وهي أم لطفل مريض بالسكر، لتستغيث بعد مشاهدة أحد مسلسلات رمضان، يقوم فيه اثنان من البلطجية بتهديد أسرة لها طفل مريض بالسكر من النوع الأول بأنهما سيعطيانه عشرة أضعاف جرعة الإنسولين المعتادة “ليعيّد في الجنَّة” كما قال أحدهما، وهو يهدده بسرنجة مملوءة بالإنسولين!”.
وتابع الدكتور أسامة حمدي قائلا: “أنا لا أعرف حتى الآن سبب إقحام مرض سكر الأطفال بهذه الصورة الفجة، فلا يعرف مؤلف هذا العمل أو منتجه مدى التأثير السلبي لذلك المشهد الفج في نفسية الأطفال المصابين بالسكر، وأتصور الآن رعبهم وهلعهم إن قام أحد بذلك، أو هددهم به”.
وقال أستاذ أمراض الباطنة “كيف أمسى التهديد بالقتل عن طريق المرض مباحًا في إعلامنا؟ أين الرحمة؟ بل أين العقل؟ في الغرب منعوا أن يسمى المريض بمرضه، ووجهوا إعلامهم للتوعية، والرحمة بهؤلاء المرضى، ومساعدتهم في محنتهم، وتوعيتهم”.
واستكمل حديثه قائلا: “أنا بصفتي طبيبًا لهذا المرض، وبالنيابة عن كل أسر الأطفال المصابين بالسكر، أطالب بمعاقبة منتج هذا العمل المسمى “بابا المجال”، ووقف عرضه فورًا حتى يعتبر هؤلاء وغيرهم، وتغريم القناة التي تبثه، واستجواب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام من أحد نواب البرلمان عن هذا التهريج”.
كما طالب الدكتور أسامة حمدي، بتعويض الأطفال المصابين بالسكر عن انتهاك أمنهم وسلامتهم النفسية، معلقا: “عقاب واحد سيوقف هذا العبث، وربما إلى الأبد.. فعلًا، كفى انحطاطًا، فلقد فاض الكيل!”.