أمل صبحي تكتب : من السجن للمنصة: إيه اللي بيحصل في كورة مصر؟

خلينا نكون صريحين اللي حصل في ماتش مصر وإثيوبيا ده مش مجرد لقطة عابرة، دي حلقة في مسلسل طويل من العجائب والغرائب اللي بنشوفها في كورتنا المصرية مش فاهم يعني إيه؟ هقولك.
تخيل كده معايا واحدة كانت محكوم عليها بالسجن لمدة مش عارفه كام سنة بتهمة سرقة أموال ، وفجأة مش بس بتخرج من السجن لأ، دي بترجع تاني لإتحاد الكورة، وبتطلع على منصة التتويج في ماتش منتخب مصر، والناس اللي معاها في المنصة بيسلموا عليها عادي كإن شيئًا لم يكن.
إيه اللي حصل ده بالظبط؟ ده سؤال كتير مننا سأله، هل كده خلاص الأمور دي اتنسفت؟ هل فيه حاجة فوق القانون؟ ولا فيه ناس بتعرف “تضبط” الأمور بتاعتها عشان تمشي زي ما هي عايزة؟
القصة دي بتوضحلك قد إيه الفساد ممكن يبقى متجذر في أماكن كتير، وإن حتى لو القانون أخد مجراه، فيه طرق تانية ممكن تخلي الناس ترجع لمكانها بكل بساطة.
مش بس كده، القصة دي بتبين كمان إن فيه استسهال في التعامل مع الأزمات، وإن فيه ناس بتعمل اللي هي عايزاه من غير ما تخاف من أي حساب.
طيب، وإحنا كمشجعين، إيه موقفنا؟ إحنا اللي بنزعل على الخسارة، وإحنا اللي بنفرح بالمكسب. إحنا اللي بنشوف بعينينا الفساد ده، وإحنا اللي بنشجع نفس الناس دي. المنظر ده بيخليك تحس إن فيه استخفاف بعقلك وبمشاعرك كمشجع.
السؤال اللي لازم نسأله دلوقتي مش بس “إيه اللي حصل؟”، لأ، السؤال الأهم هو: “لحد امتى هنفضل نشوف ده؟”،لحد امتى هيفضل اللي بيغلط يرجع لمكانه عادي؟ ولحد امتى هنفضل نتفرج على المنظر ده من غير ما حد يقول كفاية؟
مباراة إثيوبيا مكانتش بس عن كورة، كانت درس قاسي وواضح في إدارة الفشل والفساد، وكإنها رسالة لينا كلنا بتقول: “متتوقعوش إن فيه حاجة هتتغير”،ودي الحقيقة اللي بتوجع أكتر من أي خسارة .