حلمي بكر ٨٦ عاما بين الإبداع والجدل

كتب_ أمل ماضي

رحل عن عالمنا منذ قليل الموسيقار الكبير حلمي بكر، عن عمر ناهز ال 86 عاماً، بعد معاناة طويلة مع المرض خلال السنوات الأخيرة.

هو حلمي عيد محمد بكر، ابن حي حدائق القبة بمدينة القاهرة، ولد لأب عاشق للفن يجيد العزف على آلة الناي، بدأ حياته المهنية عقب تخرجه من المعهد العالي للموسيقى العربية كمدرس للموسيقى العربية بإحدى المدارس الحكومية، إلا أنه استقال منها بسبب الروتين ثم التحق بالقوات المسلحة لقضاء المدة العسكرية المحددة له.

البداية

ولعل من محاسن الصدف، أثناء وجوده بالجيش حضرت الفنانة وردة الجزائرية لإحياء حفل غنائي للقوات المسلحة، وكان بكر مشهوراً في كتيبته العسكرية بعشقه للموسيقى، وعندما استمعت وردة إلى بعض ألحانه أعجبت بها كثيراً وقررت تقديمه إلى محمد حسن الشجاعي مدير الإذاعة المصرية آنذاك.

وبالفعل لحن “حلمي” أغنية “كل عام وأنتم بخير” وسُجلت هذه الأغنية في الإذاعة بصوت المطرب عبد اللطيف التلباني حيث حققت نجاحاً كبيراً، وكانت نقطة الانطلاق ل”حلمي” وتوالت عليه العديد من الأعمال الفنية.

مسيرته الفنية

قدم حلمي بكر خلال مسيرته الفنية ما لا يقل عن 1500 أغنية، لكبار المطربين والمطربات المصريين والعرب، فلحن ل ليلى مراد، وردة الجزائرية، سميرة سعيد، نجاة الصغيرة، علي الحجار، أصالة، مدحت صالح، محمد الحلو، محمد رشدي، عليا التونسية، عزيزة جلال، وغيرهم.

كما قدم حلمي بكر حوالي 48 مسرحية غنائية أشهرها: سيدتي الجميلة، حواديت، وموسيقى في الحي الشرقي، كما لحّن الكثير من الأغاني الناجحة، من أشهرها اوبريت الحلم العربي.

زيجاته

تزوّج الموسيقار حلمي بكر من الفنانة سهير رمزي في بداية حياته الفنية، ثم تزوج من شاهيناز شقيقة الفنانة شويكار، وهي أم ابنه الوحيد هشام، الذي يبلغ من العمر حالياً 47 عاماً، أما زوجته السادسة سورية، وهي ابنة خالة المطربة أصالة، وتدعى راندا، وجاء انفصالهما بسبب خلافات بكر مع أصالة، وكان زواجه الثامن من المطربة الراحلة عليا التونسية، وكان سرياً، وأُعلِن عنه بعد الانفصال.

وزيجته قبل الأخيرة كانت من صحفية شابة تزوّجها 10 أشهر فقط، أما الأخيرة فهي سماح القرشي، التي أثمرت عن الطفلة ريهام عام 2016، لتكون ثاني أبناء الموسيقار حلمي بكر .

وفاته

جاء خبر وفاة حلمي بكر الجمعه ١ مارس ٢٠٢٤ بعد ساعات من إعلان نجله هشام بكر، عن توكيل المستشار مرتضى منصور لمقاضاة زوجة أبيه سماح القرشي، متهماً إياها بخطف والده وتعذيبه في إحدى القرى، وكان نجل حلمي بكر قد اتهم زوجة والده باختطافه، وهروبها به إلى أحد قرى الريف المصري، فضلاً عن منع أسرته وزملائه الموسيقيين من التواصل معه، بالإضافة إلى رفضها طلب عائلة حلمي بكر عودته معهم إلى مقر إقامته في المهندسين، خلال زيارتهم له في غضون الأيام الماضية.

رحل حلمي بكر تاركا خلفه تاريخاً فنياً حافلاً بالإبداع والأعمال والألحان الخالدة التي تغنى بها كبار الفنانين، مثل أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، وليلى مراد ووردة ونجاة الصغيرة، ما أكسبه شهرة واسعة ونجومية عالية في الوسط الفني المصري والعربي، وتاركاً خلفه أيضاً أزمات عائلية وشخصية سيطرت على المشاهد الأخيرة من حياته.