
كتب-مصطفى عبد الناصر
ستاد الإسكندرية الرياضى الدولي أو بيت الرياضة السكندرية كما يطلق عليه لا يعد مجرد ستاد رياضى فحسب وإنما يجمع بينه وبين التاريخ والعراقة كأحد آثار الإسكندرية القديمة الشاهدة على التاريخ وتحديداً الرياضى والإسلامى أيضاً لاحتوائه على بقايا سور العصر الإسلامى القديم.
ستاد الإسكندرية مزار سياحى ورياضى تاريخى
وتفتح إدارة الاستاد، أبوابه أمام الزائرين لتنظيم زيارات وجولات ميدانية و سياحية إليه طوال الوقت اتفقد منشآت الاستاد التاريخية.

ستاد الإسكندرية هو ستاد متعدد الاستخدامات
الاستاد موقعه يعد مميزاً وفريداً بحى محرم بك الشهير وسط عروس البحر الأبيض كأحد أعرق وأقدم ستادات القارة السمراء بعدما تأسس فى سنة 1929 ميلادياً بسعة نحو 25 ألف مشجعاً، قبل أن تقل سعته الاستيعابية إلى ما يقرب من 13 ألفاً فقط حاليًا بعد التجديدات الأخيرة وذلك بسبب إنشاء فواصل بين المدرجات لسهولة الحركة ومنع التزاحم والتدافع.
إذ يستضيف ملعب الاستاد القانونى والرياضى، المباريات المحلية والإفريقية بل والدولية أيضاً بعدما استضاف بطولة كأس أمم إفريقيا 2006 التي أقيمت بمصرنا المحروسة.
كما يستضيف الاستاد، مباريات الدورى المصرى الممتاز وكأس مصر وغيرها لأندية الإسكندرية وفى مقدمتها: الاتحاد السكندرى، سموحة، و فاركو، بالإضافة إلى النادي الأوليمبي العريق قبل هبوطه للقسم الثانى. كان الملعب شاهدا على العديد من اللقاءات الدولية على مر السنين إضافة إلى أنه أول ملعب في الوطن العربي يتم تركيب أبراج وكشافات إضاءة فيه.

الملك فاروق يفتتحه..ومراحل تغيير مسماه
وبالعودة للتاريخ نجد أنه قد تم افتتاحه في 17 نوفمبر 1929، وقد سمي عند الافتتاح ميدان الرياضة البدنية وبعد وفاة الملك فؤاد أصبح اسمه ملعب فؤاد الأول تقديرا لجهوده في بناء الاستاد، شهد الافتتاح فاروق الأول ملك مصر والسودان وقتها وذلك بمباراة جمعت بين فريقي الاتحاد السكندري و القاهرة وهى التى انتهت لصالح الاتحاد 1–0، وعقب قيام ثورة 23 يوليو 1952 تم تغيير اسم الملعب إلى ملعب البلدية، ثم تغير إلى اسمه الحالي الإسكندرية.
الروسى فلاديمير يصممه على غرار الطراز الرومانى القدسم
أشرف على عملية تصميم الاستاد المهندس المعماري الروسي، “فلاديمير نيكوسوف” الذي استوحى تصميم الملعب من وحي أقواس النصر اليونانية على الطراز الإمبراطوري الروماني القديم، مع إدخال بعض اللمسات الحديثة، وقد راعى أن يحتوى تصميم على أجزاء من السور الإسلامي القديم، والتي كانت موجودة في نفس الموقع الذي بني عليه الملعب والتي تقع في الجانب الشمالي من الاستاد وتطل على المشجعين.

مراحل تطوير وتجديد الاستاد المختلفة على مدار ربع قرن
ويعد موسم 1951 هو موعد أكبر عملية تطوير فى تاريخ لاستاد العريق وذلك تحضيرا لاستضافة بطولة دورة ألعاب البحر المتوسط الأولى إذ شهد حينئذ تشييد عدد2 حمام سباحة، فضلاً عن تشييد الصالة المغطاة “صالة الرعب” كما يطلق عليها الكثير لعظم ما شهدته من بطولات واستقبلت بطولات في كرة السلة واليد وغيرها.
أما الملعب فكان على موعد مع أول عملية تطوير به قبل نحو 32 عاما وذلك في موسم 1996 تحديداً قبل بطولة مونديال الناشئين التي استضاف الملعب مباريات أحد مجموعاتها، ووقتها تم تركيب ألف و200 مقعداً إضافياً في المقصورة الرئيسية. ثم جاءت بعدها بعقدا كاملاً الحقبة الثانية من التطوير وذلك بتجديده قبل استضافة بعض مباريات الكان الإفريقية موسم 2006 التي تُوّج بها المنتخب منتخب الفراعنة، كشا شهد تجديده أيضًا قبل افتتاح عرس البطولة العربية للأندية لكرة القدم موسم 2017 التي استضافتها مصر في الإسكندرية والعاصمة القاهرة.
ومؤخرا تم تطويره مجدداً قبل استضافته للمجموعة الثانية من بطولة كأس أمم إفريقيا 2019 على أحدث المقاييس الدولية عن طريق تطوير خمس منظومات وهي: “الدفاع المدني، البوابة الإلكترونية، الإذاعة الداخلية، والكاميرات”، بالإضافة إلى الإضاءة، وقاعة المؤتمرات الصحفية، والمركز الإعلامي، والاستوديو التحليلي، وكبائن المعلقين، ومقصورة الإعلاميين، ومقرات اللجنة المنظمة، فيما تم رفع كفاءة أرضية الملعب والشاشة الإلكترونية والسور الخارجي للاستاد والصالة الصغرى وجميع دورات المياة، وعمل منظومة لدخول الجماهير.