سيدي “أبو الدردار” صاحب المقام الخالي
![سيدي "أبو الدردار" صاحب المقام الخالي](https://capitwo.net/wp-content/uploads/2024/01/830-300x169.jpg)
كتب_ أمل ماضي
بينما تتجول بمنطقة اللبان غرب الإسكندرية، يستوقفك مسجد صغير باللونين الأبيض والأخضر، يتوسط قضبان الترام بشكل ملفت للنظر، إنه مقام الشيخ الصوفي “أبو الدرداء”، صاحب الكرامات كما يلقبه البعض، ويطلق عليه السكندريون “أبو الدردار”، وهو من أعلام مشايخ الصوفية.
وعلى الرغم من خلو المقام من الجثمان، يأتي مريدوه لزيارة المقام والتبرك به، من جميع محافظات مصر.
أسهم أبو الدرداء في فتح الإسكندرية خلال عام 21 هـ 641 م، وأقام فيها متفرغًا للعبادة والتدريس، وكان يتخذ من مكان المقام الحالي، مجلسا لإلقاء دروس الفقه والحديث.
كرامات أبي الدرداء
ولعل ما تسبب في شهرة أبي الدرداء ووصفه بأنه صاحب كرامات، وفقا لرواية وإجماع أهل حي اللبان القدامى، أنه أثناء الحرب العالمية الثانية، وبالتحديد عام 1939 تم توجيه طوربيدا ضخما نحو منطقة اللبان من ناحية البحر، وأكد الأهالي من سكان المنازل والمحلات وقتها، بأنهم شاهدوا بأعينهم رجلا مدثرًا بثياب بيضاء، يظهر أعلى المقام ليلتقط الطوربيد على ذراعه وينزله إلى الأرض، والبعض قال أنه صده بيده ليعود ثانية اتجاه البحر من حيث أتى، لينقذ بذلك أهالي الحى.
سر موقع الضريح
ولموقع المقام المميز الذي يتوسط قضبان ترام بحري قصة يتوارثها الاجيال من أهالي المنطقة، فيقول أحد سكان الحي القدامى :”فى فترة الأربعينيات قرر الحى إزالة المسجد الذى يتوسط خط الترام لنقله إلى مكان آخر، وبمجرد أن أعطى المهندس الإنجليزي إشارة البدء للعمال بهدم الضريح أصيب ذراعه بالشلل والعجز التام”، وفي رواية أخرى يقال أن جميع الحفارات واللوادر المستخدمة في الهدم، كانت تتكسر بمجرد ملامسة الضريح الذي لم يصيبه أي أذى، فقررت المحافظة بعد ذلك عدم تنفيذ القرار.
موعد الاحتفال بالمولد
يبدأ الاحتفال بمولد أبي الدرداء سنويا أول رمضان، حتى الليلة الختامية 6 رمضان، فيزين الضريح بالأزهار والمصابيح الكهربائية والزينات التي تمتد حتى مسجد العمرى وحتى نهاية مبنى مديرية الأمن القديم.
أما عن مشاركة الطرق الصوفية، في ذكرى مولد أبي الدرداء فيكون بالأعلام والدفوف، كما يقرأ القرآن من مشاهير القراء وتلاوة المدائح وبردة المديح للبوصيرى والذكر الشرعى الصوفى، بالسرادق المواجه للضريح.