اخبار الاسكندرية

المتحف اليوناني الروماني … شاهد على تاريخ الإسكندرية


كتب _ أمل ماضي

مبني رائع الجمال يتوسط شارع فؤاد الشهير بالإسكندرية، له طراز هندسي روماني مميز، يضم بين جدرانه آلاف القطع الأثرية، أغلبها يوناني وروماني، كما يضم بعض القطع الفرعونية والإسلامية، ولعل أبرز وأشهر محتويات المتحف تماثيل رؤوس للإسكندر الأكبر، والمئات من تماثيل الحكام البطالمة والرومان، كما يضم المتحف تمثالا ضخما للآلهة إيزيس بطول 11 مترا بعد استخراجه من مياه البحر أمام قلعة قايتباى، ومجموعة معبد الرأس السوداء للآلهة إيزيس، فضلا عن مجموعة أرض المحمرة من الرخام، وتمثال أفروديت، والفسيفساء المشهورة للنيل، بالإضافة إلى تمثال الإله سيرابيس أو عجل أبيس الشهير.

أبرز المعروضات

 

كما يعرض المتحف مقبرتين مهمتين , إحداهما من العصر البطلمى عثر عليها بمنطقة سوق الورديان, والأخرى من العصر الرومانى تم تقطعيهىا ونقلها إلى الحديقة القبلية للمتحف، كذلك قاعة التمساح بمومياءة الضخمة المحنطة، إلى جانب التوابيت الحجرية الضخمة ثقيلة الوزن التي تميز بها العصر اليوناني الروماني، والعملات التي ترجع لعصور متعددة.

يشتهر أيضا المتحف اليوناني الروماني بمجموعة تماثيل “التناجرا” الشهيرة، والتي سميت بهذا الإسم نسبة إلى مدينة تناجرا في اليونان، وتمثل غالبيتها سيدات بالزي اليوناني المعتاد الذي يتكون من (الخيثون) و ( الهيماتيون)، و يغطين رؤوسهن بالقبعات و يمسكن بطفل أو مروحة أو حيوان أليف، كانت هذه التماثيل تصور الحياة اليومية العامة، و لم تقتصر على تماثيل النساء بل مثلت أيضا الرجال و الأطفال و الحيوانات و الحرف، كما تتميز بأنها توضح الأزياء السائدة في هذا العصر و تبرز دقة تسريحات الشعر المختلفة، صنعت هذه التماثيل من التراكوتا (الطين المحروق)، و عثر عليها بكميات كبيرة في اليونان و إيطاليا و آسيا الصغرى، و هذه المجموعة المعروضة في متحف الإسكندرية القومي عثر عليها في أماكن متفرقة من الإسكندرية مثل مقابر مصطفى كامل و الإبراهيمية و الحضرة.

فكرة إنشاء المتحف

بدأت فكرة إنشاء المتحف اليوناني الروماني لعام 1891 حيث تم جمع العديد من القطع الأثرية واستئجار شقة مكونة من 5 حجرات في شارع فؤاد وضعت بها القطع، وكان المكان صغيرا للغاية ولهذا قرروا إنشاء متحف على مساحة أكبر، وبالفعل تم اختيار المكان الحالى، الذي صمم على الطراز اليونانى.

افتتح المتحف لأول مرة عام 1895م فى عهد الخديوي عباس حلمي الثانى ، ثم أغلق عام 2005 للترميم والصيانة، وكن توقفت أعمال التطوير عام 2011، وتم استئنافها عام 2018 طبقا لبروتوكول التعاون الموقع بين وزارة السياحة والآثار والهيئة الهندسية للقوات المسلحة في أبريل عام 2017.

تطوير المتحف

افتتح المتحف مؤخرا في أكتوبر 2023 بعد الانتهاء من أعمال الصيانة والتطوير والتي شملت دهان الحوائط من الخارج والداخل وتدعيم الحوائط القديمة للمتحف بهيكل حديدي، وترميم واجهة المتحف الكلاسيكية، فضلا عن تطوير منظومتي الإضاءة والمراقبة، بالإضافة إلى تزويد قاعة يطلق عليها اسم (egypsotica) يعرض بها مجموعة من المستنسخات الجبسية والتي كان يعرض بعضها بالمتحف القديم، بالإضافة إلى قسم تعليمي وأرشيف متحفي، والمكتبة التاريخية، ومخازن، ومركز للترميم.

كذلك تضمن المشروع رفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين لتحسين التجربة السياحية وجعلها أكثر جاذبية ويسر، حيث تم تزويد المتحف بكافيتريات وبيت للهدايا، كما تم إتاحة المتحف لاستقبال السياحة الميسرة من ذوي الهمم حيث تم تخصيص دورات للمياه ومصاعد، وأماكن للتربية المتحفية لهم.

كما تم تزويد المتحف بقاعة المؤتمرات والمكتبة الخاصة بالمتحف اليونانى الرومانى والتى تضم أندر الكتب بالعالم، وأخرياقاعه للتربية المتحفية لجذب االأطفال إلي المتحف من خلال الورش والأنشطة المختلفة التى تهتم برفع الوعى اْلثرى لدى الأطفال، وقاعه المستسخات الجبسية والتي تشبه نماذج فنية بمتاحف عالمية، وقاعة للدراسة والدارسين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى